تعيش سوريا اليوم لحظة فارقة في تاريخها، قدم السوريات والسوريون كثيراً من التضحيات في الطريق إليها، وعملوا لأجل أن تبقى سوريا واحدة موحدة، ويُعاد بناؤها في صورة دولة قانون ومؤسسات، دولة مواطنة وتشاركية، دولة عدل وحريات تجمع كل السوريين على اختلاف الأطياف.
على امتداد السنوات الماضية سعى المجتمع المدني بمنظماته ونُشطائه على امتداد الجغرافيا السورية وفي الشتات، إلى حمل القضية السورية على عاتقه مدافعاً عنها ومناصراً لها في كل المحافل الدولية، وحاول أن يكون على مستوى المسؤولية التي ارتضاها لنفسه وتحمل لأجلها الكثير من التحديات والاقصاء والترهيب.
اليوم وانطلاقاً من مسؤوليتنا في هذه اللحظة التاريخية التي حلمنا بها، وإيماناً بالدور الذي ينتظرنا جميعاً مع كل أبناء البلاد الذين ضحوا وتحملوا وصبروا وحافظوا على حلمهم بطي صفحة الاستبداد، يفرض الواجب علينا أن نرفع الصوت حفاظاً على هذه الحالة المدنية بكل ما راكمته من نضج وتجربة وخبرات، ووصول إلى المجتمعات المحلية ومرونة وقدرة على بناء استجابات عابرة لكل ما افترضناه حدوداً وفواصل لا تقبل الإزالة.
إنّ وقف جميع الأعمال العسكرية على امتداد الجغرافيا السورية مطلبٌ أساسي اليوم، وشرط لازمٌ للبناء على ما تحقّق حتى الآن، ولا شيء يعلو أهمية على وقف إراقة الدماء السورية بشكل فوري، تمهيداً لبدء عملية سياسية شاملة. والحفاظ على مؤسسات الدولة وضمان انسيابية عملها وتقديم خدماتها، بما يستلزم من توفير البيئة الآمنة والداعمة خطوة أساسية في الحفاظ على الدور المدني وتدعيمه، بالتوازي مع إفساح المجال لحرية عمل المنظمات والناشطين ودعم قنوات التواصل بين المجتمعات المحلية، والسلطات الجديدة، وتوفير الحماية من أي انتهاكات أو مضايقات، وهو ما يتطلب التوقف بجدية عند الهواجس التي زرعها النظام البائد بين أبناء البلاد، والعمل على طمأنتهم قولاً وفعلاً، والحيلولة دون أي توترات قد تشغلنا عن هدفنا في بناء سوريا التي نريد.
نحن الموقعين والموقعات على هذا البيان من منظمات ونشطاء في المجتمع المدني السوري، نشارك إخوتنا السوريين – كل السوريين والسوريات – الفرحة بالحلم الذي تحقق، وننظر بإيجابية إلى كل الإجراءات والخطوات التي اتّخذت حقناً للدماء، وصوناً للمؤسسات والملكيات، وحفاظاً على وحدة السوريين دون إقصاء أو تخويف أو تخوين لأحد، وسندعم بكل إمكاناتنا كل خطوة تبنى على ما تحقق وتعالج ما ظهر من تجاوزات، وهو جهد يتطلب من كل الداعمين لسوريا وشعبها أن يكونوا على مستوى هذا الحدث، وأن ينظروا إلى المجتمع المدني السوري بوصفه فرصة حقيقية ولاعباً أساسياً في مستقبل سوريا، نحن الذين استطعنا دوماً ألا ننتظر مساحة تعطى لنا، بل سعينا وعملنا لأن نستحق حضورنا وشرعيتنا محلياً ووطنياً ودولياً.
حمى الله سوريا وشعبها، واحدة موحدة، حرة مستقلة أبية.
إبراهيم مراد | رنيم خلوف | كمال سلمان |
أسعد العشي | رولا بغدادي | كمال شاهين |
أمل حميدوش | ريناس سينو | لمى علي |
أميرة علي | زوزان علوش | لودي علي |
أميرة مالك | زيدون الزعبي | مصطفى العقود |
أنس الكردي | سارة خضر | مصطفى حاجم |
أنوار العبد الله | سامر الأسود | ناجي درويش |
بسام الأحمد | سفانة بقلة | ناز حمي |
بشار مبارك | صهيب عنجريني | نجوى الطويل |
بلند ملا | عفاف جقمور | نسرين علاء الدين |
بهجت حجار | علاء برمو | نور الأحمد |
جلال الحمد | عمر عبد العزيز حلاج | هبة عز الدين |
حسام سليمان | فادي ديوب | هشام عرفات |
خلود العقلة | فائق حويجة | هوزان إبراهيم |
دانا عابدين | فرح حويجة | سلمى الصياد |
ديانا حسن | فرهاد أحمه | روج موسى |
رنا شيخ علي | كاميران سعدون | منى الفريج |
بلال سليطين | فاروق حجي مصطفى | محمد سليمان |