منظمة بيل-الحسكة
ان الحضارات العظيمة التي شهدها العالم هي التي استندت الى الدين بالأساس، فالدين هو قاعدة الحضارة والثقافة التي تبنى من خلالها قيم التكافل الاجتماعي وحماية المجتمع من التفكك والانحلال، لذا زارت بيل ثلاث معالم دينية (البيت اليزيدي، الكنيسة، تل عرفان)، سعت من خلالها الى تعزيز التعايش السلمي دمج العائدين في المجتمع المضيف.
البيت الايزيدي
أتت الزيارة الأولى البيت الايزيدي في قرية قزلا جوخه التابعة لمنطقة عامودا، حيث تحدث الرئيس المشترك للبيت الايزيدي عن الديانة الايزيدية بانها ديانة ذات تاريخ طويل وعريق، وتعتبر واحدة من الأديان القديمة في منطقة الشرق الأوسط، وعبر عن اهمية العادات والتقاليد الايزيدية بانها الرابط الوثيق مع الهوية الثقافية والروحية للشعب الايزيدي.
للمكون الايزيدي تقاليد وطقوس دينية خاصة مثل الصلاة والوضوء اذ ان الطهارة أحد مميزات هذا الدين، بالإضافة الى الاحتفالات التي تشمل الطقوس القديمة مثل عيد رأس السنة الايزيدية أو “جَما” الذي يُحتفل به في 13 نيسان.
الكنيسة السريان الارثوذكس
كما وزارت بيل كنيسة السريان الارثوذكس في مدينة الحسكة، تحدث مطران ابرشية الجزيرة والفرات من خلالها عن الديانة المسيحية ودورها الأساسي في نبذ التطرف والعنف وتعزيز التماسك المجتمعي من خلال تعاليمها التي تدعو إلى المحبة، التسامح، والسلام، ومحبة الجار في جوهر المسيحية.
كما ركز المطران على أن الطقوس المسيحية مثل الأعياد الدينية والصلوات الجماعية هي جزءاً أساسياً من الحفاظ على الهوية المسيحية، فهذه الطقوس تذكر الأفراد بقيم دينهم وتاريخهم المشترك، كما تسهم في بناء شعور بالانتماء والوحدة داخل المجتمع المسيحي، والكنيسة تسهم في الحفاظ على التقاليد المسيحية القديمة والعادات الثقافية التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من الهوية المسيحية، من خلال الاحتفالات الشعبية، الفنون، والموسيقى الدينية
نوه المطران على دور الكنائس والمعالم الدينية في نشر القيم التي تدعو إلى التعايش السلمي مع الآخرين، بغض النظر عن الدين أو العرق، هي تساهم في تعزيز الهوية المسيحية من خلال دعوة أفراد المجتمع للعيش معًا بسلام واحترام.
منطقة تل عرفان (إحدى المعالم الإسلامية القديمة)
اختتمت بيل سلسلة زياراتها بزيارة منطقة تل غرفان الذي يعد من المعالم الدينية الهامة في المنطقة، لغنى تاريخها الديني العريق، والتنوع الثقافي والإسلامي الذي يميزها، بالإضافة إلى العادات والتقاليد المحلية.
بدأ الفريق جولته بزيارة أبرز المعالم الدينية في المنطقة، مثل المساجد والمقامات الإسلامية القديمة، التي تعد شاهداً على الغنى الروحي والثقافي لتل عرفان
تحدث الشيخ محمد احمد الفتوح عن منطقة تل عرفان في الحسكة بأنها تتمتع بتاريخ طويل وثري من العادات والتقاليد التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية والاجتماعية للمنطقة، تتداخل هذه العادات مع التنوع الديني والثقافي الذي يميز المنطقة، حيث تتعايش العديد من القوميات المختلفة، ومن أبرز العادات والتقاليد في تل عرفان: كالضيافة التي تعد من أسمي القيم التي تحرص عائلات القرية على الحفاظ عليها، الى جانب المناسبات الاجتماعية والاعياد الدينية.
تطرق الشيخ الى أهمية المساجد والمقامات الدينية التي تلعب دورًا محوريًا في التعايش السلمي وتقبل الاخر وزرع المحبة والاحترام المتبادل بين مكونات المجتمع.
في ختام الزيارات، وجهت بعض القامات الإسلامية رسالة إلى الشباب بضرورة نشر السلام والتعايش السلمي وضرورة تعزيز ثقافة الحوار في المدارس والجامعات.
وتأتي الزيارة، ضمن مشروع نواة NEWAT والذي يسعى للمساهمة في منع التطرف العنيف من خلال تعزيز التماسك الاجتماعي وتمكين العائدين /العائدات والمجتمع المضيف في شمال شرق سوريا.