تابعنا على مواقع التواصل الإجتماعي
بحث
Search

براعم تزهر وسط الطين

براعم تزهر وسط الطين

في الوقت الذي يعيش فيه اليافعون، غصة الحرب في سوريا، ويأسرهم طيف الهجرة إلى مدن أخرى، تؤمن لهم متطلبات العيش، وتحقق ما يحقق طموحاتهم، يتجمع 25 يافعاً/ة، ضمن فريق “ارتيست تيم”، في مُحاولة لغرس بذور الأمل لدى أقرانهم، وانتشالهم من هاوية اليأس، وتسليط الضّوء على قضايا مُجتمعنا عن طريق “الفن”.

بدأ الفريق بفكرة طرحها دليار أحمد وهو أحد المُتطوعين في بيل منذ بداية العام الجاري، ويحضر جلسات تمكين وتأهيل الشّباب ضمن مشاريعها، برفقة صديقين له.

وكانت فكرته قد شقت طريقها إلى النّور عام 2022 بدعم من مركز مالفا للفنون والثّقافة ومُنظمة ماري للتنمية.

وكانت البداية مع مشكلات اليافعين، والتي استهدفها الفريق عن طريق المسرحيات المعبرة، التي تحتوي الحكمة والنّصيحة عن إدمان الهواتف الذّكية، والهجرة المتفشية في المنطقة وتأثيرها على البلاد، وغيرها من القضايا، فضلاً عن الجلسات الحوارية.

ورغم التّقليل من شأن ثلاث يافعين بسبب صغر سنهم، إلا أنهم انطلقوا بكتابة كتابين أحدهما باللغة العربية والآخر بالكردية، وكل واحد منهما يتألف من 10 قصص قصيرة، وصفوا فيها الأوضاع في سوريا وما يعيشه أقرانهم، ووصلوا لرسم 25 لوحة فنية تعبر عن حماستهم وما يتأجج في صدورهم، فضلاً عن عرض مسرحي، وكل ذلك كان عبارة عن مبادرة.

واستمرت المبادرة التي أطلقها اليافعون المُتحمسون، لمدة ست أشهر، ازداد خلالها عدد المُنضمين/ات إلى الفريق، الذي جاءت تسميته من طريقه طرح الأفكار فيه، إذ أن استعمالهم للفن جعلهم فريق الفنانين، وهو ترجمة الاسم باللغة الإنكليزية.

وبعد فترة بدأ الفريق النّاشئ حديثاً، بمبادرة أخرى باسم “حكايتنا اليوم”، واستهدفت هذه المبادرة 500 طفل/ة، ضمن قاعات منظمات المجتمع المدني، عبر ثماني جلسات.

ومن هنا، فتح الطّريق للفريق أمام تشبيكات بسيطة مع عدد من المُنظمات ساعدتهم على تنفيذ نشاطاتهم في المراكز، وحملة توزيع بروشورات في مدينة قامشلو، بمناسبة يوم المسرح العالمي.

ويستمر الفريق المُستقل حالياً بالعمل على مبادرة “معاً نكبر”، والتي ستستهدف 20 يافعاً/ة، لتمكين وتسليط الضوء على القضايا التي تواجههم، عبر “الرسم، التّصوير، المسرح، كتابة القصص، أنشطة الأطفال”.

كل ذلك وسط قلة الإمكانيات المُتاحة، يحاول هؤلاء اليافعون الذين فتحوا أعينهم ووجدوا أنفسهم في أتون الحرب، التّكاتف وحل مُشكلاتهم التي فرضها الواقع الاجتماعي عن طريق ارسال رسائل فنية حول القضايا المجتمعية التي يعيشونها، وتشجيع من في مثل سنهم للنهوض وعمل شيء ما يمكن أن يخدم المجتمع والبلاد.

ويأمل دليار أحمد وفريقه، من أن يتمكن من حضور الورش التدريبية التي تنفذها بيل، ليحصل على أكبر قدر ممكن من الفائدة، التي ستنعكس عليه إيجاباً من خلال عمله.

ويبقى السؤال هنا، هل تسمح مثل هذه البراعم حديثة العهد، للظروف القاسية بالتّغلب عليها، أم أنّ جمال وعطر أوراقها سيفوح ليزين الحياة رغم كثافة طبقة الطّين التي تغطي واقعها؟

شاركنا رأيك؟

Related Posts